الجمعة، 26 نوفمبر 2010

البناء الهرمي للمعرفة

                       محاضرة بعنوان : البناء الهرمي للمعرفة العلمية
                                                           
مقدمة :
على الرغم من أهمية أسلوب العلم وعملياته إلا انه لا يمكن إنكار ما للمعرفة العلمية من أهمية في حياتنا اليومية بصفة عامة وفي توجيه الباحثين لاكتشاف المزيد من المعارف بصفة خاصة .
والمعرفة التي نقدمها للتلاميذ في دروس أو كتب العلوم يجب أن تكون معرفة علمية وظيفية بمعنى أنها ذات أهمية في حياة التلميذ فالمعلومات التي يشعر التلميذ بأنها ليست ذات قيمة أو أهمية في حياته سرعان ما ينساها بينما تكون المعلومات المتعلقة بحياة التلميذ وبيئته ومجتمعه أكثر بقاء في ذاكرته لأنه يشعر بفائدتها وبأهميتها في الممارسات اليومية .
وتصنف أشكال المعرفة العلمية إلى الأنواع والأشكال المعرفية التالية :
 أولا : الحقائق والبيانات العلمية .
تعرف الحقيقة العلمية بأنها نتاج علمي مجزأ وخاص لا يتضمن التعميم ؛وغير قابلة للنقاش والجدل في وقتها ؛إلا أنها بالطبع قابلة للتعديل في ضوء الأدلة والبراهين العلمية الجديدة ,ويمكن تكرار ملاحظتها أو قياسها وبالتالي التأكد من صحتها عن طريق الملاحظة أو القياس أو التجريب العلمي.
ويمكن توضيح التعريف السابق من خلال الأمثلة التالية :
تعرف الحقيقة العلمية بأنها نتاج علمي مجزأ (مثال : الأكسجين يساعد على الاشتعال ) . وخاص لا يتضمن التعميم ( مثال : النحاس فلز جيد التوصل للحرارة ) وغير قابلة للنقاش والجدل في وقتها  (مثال : قلب الإنسان مكون من أربع حجرات ) .
أمثلة على الحقائق العلمية :
·       الماء يتبخر بالحرارة
·       يتكون جسم سمكة البلطي من رأس وجذع وذيل
·       تجذب المسطرة البلاستيكية المدلوكة في قطعة من الحرير قصاصات الورق .
·       يحتوي دم الإنسان على نوعين من الكرات حمراء وبيضاء .
·       تعرق الورقة في ذوات الفلقة الواحدة متواز
·       غاز الأكسجين يساعد على الاشتعال ولا يشتعل
·       تم اكتشاف طبيعة الجين عام 1953
·       للضوء طاقة
·       تحافظ المواد الجامدة على حجمها
·       يحتاج الاحتراق للأكسجين
·       يتفاعل حامض الهيدروكلوريك مع الماغنسيوم ويتصاعد غاز الهيدروجين .
·       الزهرة اقرب الأجرام السماوية إلى الأرض
·       يضخ القلب الدم لسائر أجزاء الجسم .
ما هي أهم الخصائص المميزة للحقائق العلمية :
من أهم الخصائص المميزة للحقائق العلمية ما يلي :
·       يتوصل إليها الإنسان عن طريق الملاحظة المباشرة أو باستخدام الأجهزة المساعدة .
·       إنها نتاج علمي مجزأ لا يتضمن التعميم وبنفس الوقت قابلة للتغيير على ضوء الأدلة والبراهين العلمية الجديدة .
·       تعتبر الوحدات التركيبية لبناء المفاهيم والمبادئ العلمية الأخرى .
·       يمكن تكرار ملاحظتها وبالتالي التأكد من صحتها عن طريق القياس أو الملاحظة أو التجريب العلمي .
ما هي البيانات ؟
البيانات هي نوع من الحقائق العلمية التي تتصف بكونها حقائق كمية أي أنها تختص بوصف الظواهر أو الأحداث وصفا كميا وغالبا ما يستخدم في هذا الوصف أدوات القياس العلمي .
ومن أمثلة البيانات :
·       معامل التمدد الطولي للحديد 0,000012 سم .
·       كثافة النحاس 8,9جم|سم3.
·       ينصهر شمع البرافين عند 52 م .
ثانيا :المفاهيم :
يعتبر المفهوم العلمي المستوى الثاني من مستويات المعرفة العلمية ,وهو يقوم أو يبنى على عديد من الحقائق ,ويمكن تعريف المفهوم بأنه تصور عقلي أو تجريد للصفات المشتركة بين مجموعة من الأشياء أو المواد أو الظواهر وعادة ما يعطى هذا المفهوم اسما أو كلمة ,ومعنى المفهوم ليس هو هذه الكلمة ولكن دلالتها عندنا .
ولكي نتعرف على هذا التعريف للمفهوم لابد وان نبين كيف ينشأ المفهوم من مجموعة من الحقائق ,لنرى على سبيل المثال علاقة درجة الحرارة بالمادة في الحقائق التالية :
·       يزداد طول ساق من الحديد عند ارتفاع درجة حرارته .
·       يزداد طول ساق من النحاس عند ارتفاع درجة حرارته .
·       يزداد طول ساق من الالومنيوم عند ارتفاع درجة حرارته .
ومن هذه الحقائق الثلاث نلاحظ أن ارتفاع درجة حرارة الساق أدى إلى ازدياد طول المادة ,وهذا يسميه العلماء التمدد الطولي . ومفهوم التمدد الطولي يعني "ازدياد طول المادة عند ارتفاع درجة حرارتها " وقد نشأ هذا المفهوم من إدراكنا لظاهرة التمدد في أكثر من مادة أي ملاحظة الظاهرة كخاصية مشتركة في مواد مختلفة .
ولعلك لاحظت أن المفهوم يتكون من جزءين هما :
أ – اسم المفهوم : وهو كلمة أو مصطلح تم التعارف عليه وهو في المثال السابق "التمدد الطولي " .
ب – تعريف المفهوم أو المصطلح بعبارات أو كلمات وهو ما يعرف بالدلالة اللفظية لاسم المفهوم أو مضمون الكلمة ومعناها كما جاء في المثال السابق  " ازدياد طول المادة بارتفاع درجة حرارتها " .
 مثال / المادة : هي كل ماله حيز ويشغل جزءا من الفراغ (فالعنصر المشترك هنا هو الوزن وشغل حيز من الفراغ ) .
كما يعرف المفهوم العلمي ,على اختلاف الباحثين فيه ,على انه : ما يتكون لدى الفرد من معنى وفهم يرتبط بكلمة (مصطلح ) أو عبارة معينة (مثل : الثدييات : هي حيوانات ذات أثداء جسمها مغطى بالشعر ).
ومن أمثلة المفاهيم العلمية : التنفس ,الهضم  , الخلية , الايون , .....الخ .
ما أهمية تدريس المفاهيم العلمية ؟
·       أكثر ثباتا واستقرارا من الحقائق العلمية الجزئية .
·       تسهل دراسة البيئة .
·       لازمة لتكوين المبادئ والقوانين والقواعد والنظريات العلمية .
·       لها علاقة كبيرة بحياة التلميذ أكثر من الحقائق العلمية المتناثرة ,فضلاً عن أنها تساعده باستخدام وظائف العلم الأساسية ثم التفسير والتنبؤ والتحكم .
·       تنمي التفكير العلمي .
·       تساعد على التعليم الذاتي والتربية العلمية مدى الحياة .
·       تعتبر عنصرا أساسيا في بناء المناهج العلمية .
·       أسهل تذكراً من الحقائق العلمية .   
ما هي خصائص المفاهيم العلمية ؟       
·       يتكون المفهوم العلمي من جزئين : الاسم أو الرمز أو المصطلح (مثال : الكثافة ,الخلية , الحامض ......الخ ) ,والدلالة اللفظية للمفهوم مثال : الايون هو: ذرة أو مجموعة ذرات تحمل شحنة كهربائية .
·       يتضمن المفهوم العلمي التعميم مثال : المادة هي كل شيء يشغل حيزا وله ثقل ويمكن إدراكه بالحواس .
·       لكل مفهوم علمي مجموعة من الخصائص التي يشترك فيها جميع أفراد فئة المفهوم وتميزه عن غيره من المفاهيم العلمية الأخرى (مثال : الطيور : أجسامها مغطاة بالريش )؛ولها خصائص أخرى متغيره أو ثانوية كما في اختلاف الطيور في خصائص :المناقير ,الأرجل والرقبة ...الخ ) وعمليا تتكون المفاهيم من خلال عمليات ثلاث هي :التمييز ,والتنظيم (التصنيف ) والتعميم .
·       تكوين المفاهيم العلمية ونموها عملية مستمرة تتدرج في الصعوبة من صف إلى صف ومن مرحلة إلى مرحلة تعليمية أخرى ,وذلك نتيجة لنمو المعرفة العلمية نفسها ولنضج الفرد (الطالب ) بيولوجيا وعقليا وازدياد خبراته التعليمية . مثال : مفهوم الحمض يعني عند تلميذ المرحلة الابتدائية مادة ذات طعم حمضي لاذع وعند تلميذ المرحلة المتوسطة الحمض هو مادة تحمر ورقة عباد الشمس الزرقاء بينما يعني الحمض عند تلميذ المرحلة الثانوية مادة لابد وان تحتوي على الهيدروجين وان الخواص الكيميائية للحمض تنتج من تأين ذلك الهيدروجين أثناء التفاعل وهكذا . وكذلك مفهوم التنفس يعني لدى تلميذ المراحل الأولى دخول الأكسجين وخروج ثاني أكسيد الكربون بينما يعني في المراحل المتقدمة أكسدة الدم وتحمله بالأكسجين وقد يتطور ليصل إلى مرحلة أكثر تقدما عندما يدرسه الطالب على انه أكسدة السكر في الخلايا وإطلاق الطاقة . وباختصار تنمو المفاهيم العلمية وتتطور حسب التسلسل التالي :
أ – من الغموض إلى الوضوح .
ب – من مفهوم غير دقيق علميا إلى مفهوم دقيق علميا .
ج – من المفهوم المحسوس إلى المفهوم المجرد .
 
ثالثا : المبادئ (أو التعميمات ) والقواعد العلمية    
المبدأ هو جملة صحيحة علميا له صفة الشمول وإمكانية التطبيق على مجتمع الأشياء أو الأحداث أو الظواهر التي ترتبط بها هذه المبادئ (التعميمات ) العلمية .
أمثلة على المبادئ (التعميمات )العلمية :
·       الحوامض تحول ورقة عباد الشمس من الزرقة إلى الحمرة .
·        الثدييات حيوانات لها أثداء وجسمها مغطى بالشعر .
·       الفلزات جيدة التوصيل للحرارة .
·       المعادن تتمدد بالحرارة .
·       كل الكائنات الحية تتنفس .
·       تتكاثر الأسماك عن طريق البيض .
·        كل النباتات الخضراء تقوم بعملية البناء الضوئي .
   وتعلم المبادئ العلمية هدف رئيس من أهداف تدريس العلوم ؛إذ المبدأ اشمل من المفهوم , ويتوقع أن تتوسع مدارك المتعلم عن إدراكه بعض المبادئ العلمية ؛إذ لا يمكن التوصل إلى المبادئ العلمية قبل إدراك بعض الحقائق والمفاهيم العلمية .
ما هي خصائص المبادئ (التعميمات )العلمية :
·       عبارة لفظية صحيحة علميا تتضمن الحقيقة العلمية ؛وهذا يعني أن المبدأ العلمي (التعميم ) صحيح علميا لكنة ليس حقيقة علمية (مجزأة وخاصة )بشيء أو حادث ما .
·       المبدأ العلمي له تطبيق واسع ,بمعنى انه يوضح علاقة لها صفة الشمول والتعميم على مجتمع الأشياء أو الظواهر التي يتضمنها المبدأ العلمي ,وبالتالي يوضح صورة متكررة في أكثر من موقف أو حالة .
·       المبدأ العلمي ليس مفهوما أو تعريفاً , ولو انه يتضمن مفهوما علميا واحدا أو أكثر .
وتصاغ المبادئ أو التعميمات عادة بطريقة وصفية , ولكن إذا تمت صياغتها بطريقة كمية فإنها تسمى عندئذ قاعدة مثل قاعدة ارخميدس التي تنص على انه " إذا غمر جسم في سائل فانه يلاقي دفعا من أسفل إلى أعلى يساوي وزن السائل المزاح " فقد وصفت في شطرها الأول بطريقة كيفية اثر دفع السائل على الجسم المغمور إلا أن الشطر الثاني قد حدد بطريقة كمية مقدار هذا الدفع وتسمى مثل هذه العبارات بالقواعد . وتعد القواعد العلمية أعلى درجة من المبادئ العلمية نظرا لما تحمله من تحديد دقيق لطبيعة العلاقة بين أجزاء القاعدة كالعلاقة بين الجسم المغمور والسائل المزاح .
رابعا : القوانين العلمية
يعتبر القانون درجة من درجات التعميم التي تتشابه إلى حد كبير مع المبدأ والقاعدة , فالقانون يصف علاقة عامة أو صورة متكررة في أكثر من موقف ويكون هذا الوصف مصاغا بطريقة كمية كما يحدث في القاعدة ,إلا أن القانون يتميز بتحديد هذا الوصف في صورة علاقة رياضية .
مثال :
ض =      ق ÷ م
        
حيث   : (ض ) الضغط يمثل العلاقة بين القوة التي تؤثر على وحدة المساحة ؛فكلما زادت المساحة قل الضغط وكلما زادت القوة زاد الضغط فبذلك يكون هناك علاقة كمية
مثال :  قانون العلاقة بين الكثافة والكتلة والحجم :
ث=    ك  ÷ ح
ما هي خصائص القوانين العلمية ؟
·       عبارة لفظية صحيحة علميا تتضمن التعميم .
·       عبارة علاقة بين مفهومين أو أكثر (متغيرين أو أكثر ) يمكن التعبير عنها بصورة رمزية
·       ثابت لمدة طويلة جدا (نسبيا ) ؛فالقانون العلمي حتى يصبح قانونا علميا يمر عبر دراسات وتجارب بحثية واختبارات طويلة جدا , ولهذا يوصف بالثبات النسبي .
·       عبارة أو علاقة يمكن صياغتها والتعبير عنها بصورة كمية (رقمية )
خامسا :النظريات العلمية
النظرية العلمية هي " مجموعة من التصورات الذهنية الفرضية التي تتكامل في نظام معين يوضح العلاقة بين مجموعة كبيرة من المبادئ والمفاهيم والقوانين والقواعد العلمية .
وتساعد النظرية العلمية في ربط الحقائق المختلفة في مجال ما في نسق يسمح بتفسير بعض الظواهر وفي التنبؤ أيضا ببعض المشاهدات أو الأحداث .
أمثلة على النظريات العلمية :
·       النظرية الذرية
·       النظرية الجزيئية لتركيب المادة .
·       نظرية الحركة للغازات .
·       نظرية الخلية .
ما هي خصائص النظرية العلمية ؟
1-مجموعه من التصورات الذهنية (العقلية) تتكامل في نظام معين يوضح العلاقة بين مجموعة من المبادئ والتعميمات العلمية أو العلاقات أو المتغيرات والظواهر .
2- مجموعه تصورات ذهنيه وتكوينات فرضيه تفسر ظاهره ما أو (ظواهر) ، وتتسم بالشمول الواسع وتحتاج غالبا إلى التجربة والإثبات.
3- أفكار وتصورات علميه لها ما يدل على صحتها  بينما جوانب أخرى منها لا تزال غير مثبته وبالتالي فإن قسما من بنودها أو تعميماتها بحاجه إلى إثبات.
4- أفكار وتصورات علميه لم يجمع عليها العلماء بعد .أوسع شمولا من المبادئ والتعميمات العلمية ،إلا أنها اقل ثباتا ولهذا تعدل النظرية أو ترفض في ضوء الأدلة والبراهين العلمية الجديدة .
5- تكوينات فرضيه تؤيدها بعض المشاهدات والتجارب على نطاق واسع ،ولها القدرة على تفسير مجموعه من الظواهر أو الأحداث الطبيعية منها أو البيولوجية
6- النظريات العلمية صالحه للعمل بها مادام أنها ناجحة في تفسير المشاهدات والملاحظات جميعها التي تدخل في نطاقها ؛ أما إذا ظهر جديد يتناقض معها فإما تعدل بحيث تصبح ملائمة، أو ترفض كلية إذا كانت النظرية غير قابله للتعديل . وهكذا كلما ازدادت قدره النظرية على تفسير مجموعه كبيرة من الظواهر والأحداث زادت أهميتها وأدى ذلك إلى قبولها من جانب العلماء .
7- إذا كانت النظرية العلمية في صورة مجرده فقد يلجأ صاحب (عالم) النظرية إلى تشبيهها ببعض الأشياء المادية المحسوسة وذلك تسهيلا وتيسيرا لفهمها ودراستها واستيعابها .


  


الاهداف التربوية

                                            
                                          محاضرة بعنوان : الأهداف التربوية
                                                                 
مقدمة :
التربية عملية مخططة ومقصودة ,تهدف إلى إحداث تغيرات ايجابية مرغوب فيها في سلوك المتعلمين . والأهداف حجر الزاوية في العملية التعليمية – التعلمية ؛ وهي بمثابة التغيرات المراد إحداثها في سلوك المتعلمين (الطلبة ) بنتيجة عمليات التعلم . وعليه ,ولكي تكون العملية التعليمية – التعلمية – عملا ًعلمياً منظماً وناجحاً ,لابد إن تكون موجهه نحو تحقيق أهداف وغايات مقبولة ؛ ويعتبر وضوح الأهداف والغايات ودقتها ضماناً لتوجيه عملية التعليم والتعلم بطريقة منظمة , وبالتالي تحقيق أهداف وغايات محددة ومقبولة .
ما هو الهدف ؟ وما الهدف التربوي ؟
الهدف هو : قصد يعبر عنه بجملة أو عبارة مكتوبة (أو غير مكتوبة ) تصف تغيراً مقترحاً في سلوك المتعلم (الطالب) . وقد يكون (الهدف) قصير المدى (آنيا) ,أو استراتيجياً بعيد المدى (غاية ) .
أما الهدف التربوي فينبثق تعريفه من مفهوم التربية التي تهدف إلى إحداث تغيرات ايجابية (يقبلها المجتمع ) معينة في سلوك الفرد أو فكره أو وجدانه .
وعليه يعرف الهدف التربوي " عبارة عن التغيير المراد استحداثه في سلوك المتعلم (الطالب ) أو فكره أو وجدانه " .
 ويمثل الهدف التعلمي  السلوك المراد تعلمه من قبل المتعلم (الطالب ) باعتباره ذلك السلوك النتاج التعليمي المراد بلوغه عند نهاية عملية التعليم ؛ وفي هذا يشير الهدف التعلمي إلى اثر العملية التعليمية في سلوك المتعلم (الطالب ) .
والسلوك هو " الاستجابة التي تصدر عن الفرد (الطالب ) رداً على منبه (مثير ) سواء كانت الاستجابة ظاهرية تأخذ شكل الفعل أو القول ,أم داخلية مستترة .
أما المنبه (المثير ) فقد يكون مصدره خارجياً (المعلم مثلا ً)أو داخلياً من(الطالب) نفسه .
والسلوك المراد تغييره , هو تغيير ايجابي إما في سلوك الفرد المتعلم ,أو في تفكيره ,أو في وجدانه  (شعوره ) وذلك انطلاقاً من المبدأ التربوي العام الذي يرى أن عملية التدريس هي عملية مخططه مقصوده تتطلب من المعلم (معلم العلوم ) فكراً سليماً , وجهداً إبداعياً يتناول المتعلم بفكره ووجدانه (شعوره ) بقصد إنماء الفكر وتهذيب وجدانه وصقلها صقلاً سليماً .
 ما أنواع الأهداف التربوية ؟
  الأهداف التربوية نوعان هما :
1-  أهداف عامة (Goals)
2-  أهداف خاصة (Objectives )
 أولا : الأهداف العامة (Goals)
هي أهداف (غايات ) كبرى أوسع شمولاً وأصعب قياساً من الأهداف الخاصة , تأتي على شكل عبارات وجمل غير محددة بفترة زمنية , ويفترض أنها تغطي جوانب التعلم الثلاثة : المعرفية (العقلية ) , والوجدانية (العاطفية ) والنفسحركية عند المتعلم .
بماذا توصف الأهداف العامة ؟
توصف الأهداف العامة بما يلي :
1-إنها أهداف (إستراتيجية ) لتدريس العلوم ,ترتبط بتخطيط عام أو بفلسفة تربوية علمية عامة شاملة لتدريس العلوم والتربية العلمية .
2-إنها أهداف (طويلة المدى ) ,يحتاج تحقيقها إلى فترة زمنية طويلة أو غير محددة نسبياً (فصل أو سنة أو نهاية مرحلة تعليمية معينة )كما في :
·       يستخدم الطريقة العلمية في حل المشكلات العلمية التي تعرض عليه .
·       يبدي اهتماماً في متابعة سير العلماء والسير على نهجهم.
·       يكتسب الاتجاهات العلمية .
·       يشغل أوقات الفراغ بالهوايات (الميول ) العلمية المختلفة .
ثانيا : أهداف خاصة(Aims)  Objectives
وهي أهداف (تدريسية ) خاصة (آنية ) اقل شمولاً وأسهل قياسا ًمن الأهداف العامة ؛ويعبر عنها بجملة قصيرة محدده تحدد بشكل نوعي السلوك (الأداء ) الذي ينبغي أن يظهره المتعلم كدليل على أن التعلم قد حدث . 
بماذا توصف الأهداف الخاصة  ؟
توصف الأهداف الخاصة بما يلي :
1-             إنها أهداف تدريسية ترتبط بالتخطيط والتنفيذ اللازمين لتدريس موضوعات علمية على مستوى الدروس اليومية (أو الوحدة التعليمية ) المقررة في تدريس العلوم .
2-             إنها أهداف محدده (قصيرة المدى ) يحتاج تحقيقها إلى فترة زمنية قصيرة نسبيا (حصة دراسية مثلا ً).
3-             إنها أهداف أولية (أساسية ) لتحقيق الأهداف العامة (الكبرى ) ؛ وبالتالي فان مجموعة من الأهداف (الخاصة ) بموضوع معين (وحدة تدريسية مثلاً ) يمكن أن تترابط معاً لكي تحقق في النهاية هدفا عاما يؤمل من دراسة ذلك الموضوع أو الوحدة التدريسية .
4- إنها أهداف (تكتيكية ) , وبالتالي تسمح بوجود اختلافات واجتهادات بين معلمي العلوم في تنفيذها أو تحقيقها نظرا لاختلاف كفاية معلمي العلوم سواء في إعدادهم أم في أساليب تدريسهم أم في الإمكانات المادية المتوافرة في المدرسة .
وفي ما يلي أمثلة لأهداف (خاصة ) في تدريس العلوم :
·              يرسم خلية حيوانية ويضع أسماء الأجزاء على الرسم .
·              يستخدم ميزان الحرارة لقياس درجة حرارة الماء .
·              يميز بين المركب والمخلوط .
·              يلاحظ اثر الحامض في ورقة عباد الشمس .
ما أهمية تحديد الأهداف ؟
يؤكد المختصون بالتربية العلمية وتدريس العلوم , أن أي تدريس (ناجح ) لابد أن يكون موجها نحو تحقيق أهداف تدريسية محددة ومقبولة ,وبالتالي فانه لابد لمعلم العلوم من أن يكون واعيا وعيا كاملاً لأهداف التدريس وغاياته؛ فما دام العملية التدريسية تٌعنى بفكر المتعلم ووجدانه وأهدافها متصلة بهما , فلابد من تحديد نوع الفكر والوجدان ومستواهما تحديداً واضحاً وكافياً . ومن هنا تتضح ضرورة وضع أو (كتابة ) "الأهداف التدريسية " وتحديدها تحديداً واضحاً . وعليه , فإن تحديد الأهداف تخدم الأغراض التالية:
أولا : انتقاء النشاط التدريسي (التعليمي )المناسب (المحتوى ) Content
يقصد بالنشاط التدريسي (التعليمي ) كل نشاط (تعليمي – تعلمي )يقوم به معلم العلوم أو المتعلم (الطالب ) أو كلاهما بقصد تدريس أو دراسة العلوم سواء كان هذا النشاط (التعليمي ) داخل المدرسة أم خارجها طالما انه يتم تحت إشراف المؤسسة التعليمية وبتوجيه منها . ولهذا فان اختيار أي نشاط تعليمي ما في تدريس العلوم يجب أن يكون في ضوء (الأهداف ) التي يسعى إلى تحقيقها .
ما الأمور التي ينبغي على معلم العلوم مراعاتها عند اختيار النشاطات (العلمية ) التعليمية ؟
أ‌-                 ضرورة تعدد النشاطات التعليمية وتنوعها , بمعنى أن يستخدم معلم العلوم عدداً من النشاطات التعليمية لتحقيق أهداف تدريس العلوم وذالك نظراً : لصعوبة متابعة النشاط من قبل فئة معينة من الطلبة مهما كانت أهميته إلا لفترة محدودة , ووجود فروق فردية بين الطالبة أنفسهم , وبالتالي يجد كل طالب فرصته في استخدام النشاط التعليمي الذي يمكنه من استيعاب ما يدرسه .
ب‌-           أن تكون النشاطات التعليمية واقعية ومن ضمن وحدود النشاطات التي يمكن للمدرسة توفيرها .
ت‌-           ارتباط النشاطات التعليمية بأهداف الدرس أو الوحدة التعليمية .
ث‌-           أن يخطط في اختياره للنشاطات التعليمية للدرس (أو الوحدة التعليمية ) بإشراك الطلبة جميعهم ما استطاع ذلك سبيلاً.
ج‌-            الابتعاد عن الشكلية في اختيار النشاطات التعليمية وتوظيفها .
ثانيا : اختيار طريقة التدريس المناسبة Method
على الرغم من انه لا توجد طريقة تدريسية واحدة تفيد في المواقف التعليمية جميعها إلا أن معرفة معلم العلوم بالهدف التدريسي سوف يعينه بدون شك على اختيار الطريقة (أو الأسلوب أو الوسيلة ) المناسبة لتحقيق ذلك الهدف . فعلى سبيل المثال , إذا كان الهدف هو تنمية التفكير العلمي لدى الطلبة , فان طريقة المحاضرة لا تجدي كثيراً في تحقيق مثل هذا الهدف . ولكي يكون معلم العلوم أكثر قدرة على تحقيق الأهداف لدرسه (أو وحدته ) لابد أن يعرف الهدف أو الأهداف المحددة التي يسعى لتحقيقها ويسال نفسه ما يلي :
أ‌-                 ما الطريقة (أو الأسلوب ) المناسبة لتحقيق أهداف الدرس /الوحدة؟
ب‌-           ما الوسيلة (التعليمية ) المناسبة التي يمكن أن تساعدني في تحقيق الأهداف ؟
ت‌-           ما مدى التفاعل بين (الطريقة والأسلوب والوسيلة ) أثناء تدريس الدرس أو الوحدة التعليمية ؟
وفي ضوء الإجابة عن هذه الأسئلة , يمكن لمعلم العلوم أن يضع تصوراً كاملا للدرس أو الوحدة التعليمية يحدد فيه طريقته وأسلوبه ووسيلته مما يجعله أكثر قدرة على تحقيق أهداف الدرس أو الوحدة .
ثالثا : تقويم عملية التدريس Evaluation
إذا كان الهدف الرئيسي من التعليم هو تعديل سلوك الطلبة المتعلمين وتحقيق الأهداف (السلوكية ) المتوقعة ,فانه ينظر إلى التقويم بأنه عملية تقرير مدى تحقيق تلك الأهداف . وعليه إذا كانت هذه هي وظيفة التقويم الأساسية , فلا بد أن يكون هناك أساس تبنى عليه الأحكام , ولعل الأساس والمعيار الصحيح للحكم هو الأهداف المحددة التي ترشدنا (ومعلم العلوم ) إلى ماذا نقوم ,وما الوسائل والأدوات التي تصلح لتقويم مدى تحقق الأهداف ؟
ما هي مصادر اشتقاق الأهداف ؟
الأهداف العامة للتربية وأهداف منهج ما لا تحدد بصورة عشوائية أو عفوية ولكن توجد عدة مصادر تشتق منها الأهداف التعليمية لمنهج العلوم ولغيره من المناهج الدراسية الأخرى , وهذه المصادر هي :
1-         فلسفة المجتمع والقيم السائدة فيه : تعتبر العقيدة السائدة في مجتمع ما والتي توجه كل جوانب الحياة مصدراً رئيساً لاشتقاق الأهداف , كما تعتبر عادات هذا المجتمع مصدراً آخر يرجع إليه عند تحديد الأهداف التعليمية . فكل مجتمع يسعى إلى إعداد أفراده وتربيته بما يتمشى وعقيدة أفراده والنسق القيمي السائد فيه . فمجتمعنا العربي مثلا ً- تعتبر العقيدة الإسلامية هي الموجه الأساسي لكل جوانب الحياة به , يلي ذلك مجموعة من القيم والمبادئ العربية الأصيلة والمستمدة من تراثنا العربي . وعلى ذلك ينبغي أن يستند تحديد أهدافنا التعليمية إلى ثقافتنا الإسلامية وما يتفق معها من قيم ومبادئ وعادات عربية .
2-             حاجات ومشكلات المجتمع : لكل مجتمع مجموعة من المشكلات تختلف عن مشكلات أي مجتمع آخر , كما أن لكل مجتمع مجموعة من الحاجات والتطلعات . ويسعى كل مجتمع من خلال أنظمته المختلفة إلى حل مشكلاته وإشباع حاجاته . وتعتبر التربية احد نظم المجتمع والتي من خلال أنظمتها الفرعية يحاول هذا المجتمع مواجهة مشكلاته وتحقيق حاجاته . لذا فأهداف التربية تختلف من مجتمع لآخر فهذه الأهداف يجب أن تكون انعكاساً صادقاً لحاجات هذا المجتمع ومشكلاته .
3-             فلسفة التربية بالمجتمع : تعتبر فلسفة التربية لمجتمع ما مصدراً من مصادر اشتقاق الأهداف التعليمية . وعادة تتسق فلسفة التربية في مجتمع ما مع فلسفة هذا المجتمع ,فإذا كان مجتمع ما يستند على الإسلام كعقيدة وكقيمة عليا تعطي الأفراد والجماعات حقوقا لم تعطها أية عقيدة أخرى ,وتعطى الأفراد فرصا متساوية في الحياة والتعليم بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم . فان هذه المبادئ ستؤثر على فلسفة التربية بهذا المجتمع , والأسس التي ينبغي أن تستند إليها هذه الفلسفة . ومن ثم فان الأهداف التعليمية على كافة مستوياتها يجب أن تقوم على وعي وإدراك بهذه الفلسفة .
4-             الاتجاهات العالمية : أن أي مجتمع لا يعيش بمعزل عن الآخرين فنحن أصبحنا نعيش في عصر تقاربت فيه المسافات بين الشعوب بفضل تطور وسائل وأساليب الاتصال وأصبح العالم كله كقرية صغيره . وهذا يعني انه عند تحديدنا للأهداف التعليمية لا نعيش بمعزل عن الدول الأخرى . بل ننظر إلى ثقافات هذه الدول جيدا ونأخذ منها ما يتفق وعقيدتنا وقيمنا ومثلنا وظروفنا الاجتماعية والاقتصادية , وان يكون هذا موجها ومرشدا لنا عند تحديدنا لأهدافنا التعليمية .
5-             حاجات المتعلم : إن المتعلم اليوم ليعد لمجتمع سريع التغير والتطور , لذلك ينبغي أن ننمي لديه طرق تفكير تساعده على فهم ذلك التغير ومتابعته ,فضلا عن اكتسابه مهارات معينة تساعده على التعامل مع تلك التطورات المتسارعة أي لابد أن نعلمه كيف يتعلم .
6-             طبيعة المتعلم وخصائص نموه : يحتاج واضعو المناهج عند تحديدهم لأهداف منهج ما إلى معرفة كاملة بخصائص المتعلم والعوامل المؤثرة في نموه وحياته وأساليب إثارة الدافعية لديه للتعلم , وكذلك قدراته وميوله واهتماماته المختلفة . وعلى ذلك فإعداد منهج علوم لطالب الصف الأول المتوسط (الإعدادي ) بدول عربية يجب أن يختلف عن منهج العلوم لطالب المرحلة الدراسية نفسها بدوله أخرى وفقا لاختلاف المتعلم في كل دوله . ويتضح من هذا انه عند تحديد الأهداف التعليمية لمرحلة تعليمية ما أو لمنهج ما يجب أن يكون المتعلم أو الطالب الذي يعد له هذا المنهج مصدراً رئيساً لاشتقاقنا لهذه الأهداف
7-             طبيعة المعرفة : نحن ندرس العلوم الطبيعية والبيولوجية , وهي قسم من أقسام المعرفة الإنسانية , ومحورها الطبيعة بما فيها من قوى وظواهر طبيعية وكائنات حية وغير حية وبما فيها من مادة وطاقة . فالطبيعة بما تحويه هي مجال علمنا ,لذلك ينبغي أن تصاغ الأهداف بصورة تساعد المتعلم على فهم الطبيعة من حوله بما يمكنه من التفاعل معها بصورة علمية .
  على الرغم من أن الاتجاه السائد حاليا يدعو الى تكامل ووحدة المعرفة , ولكن توجد فروق بين أفرع المعرفة المختلفة . فطبيعة علم الرياضيات مثلا تختلف عن طبيعة علم الجغرافيا , بل أن طبيعة أفرع العلوم الطبيعية يختلف بعضها عن بعض . لذا فانه عند تحديد الأهداف التعليمية لمنهج ما يجب دراسة طبيعة المعرفة لهذا المنهج جيدا والأخذ برأي المتخصصين في المواد الدراسية المختلفة ,كل حسب تخصصه .
ما هي معايير الأهداف في تدريس العلوم ؟
يؤكد التربويون في تدريس العلوم على أن تحديد الأهداف في العلوم ينبغي أن يلتزم بشروط ومعايير معينة حتى تكون الأهداف متجانسة ومنسجمة انسجاما كليا مع بعضها وبالتالي لا يحدث بينهما تضارب أو تناقض . وعليه يذكر الأدب التربوي في التربية العلمية وتدريس العلوم بعض المعايير والخصائص التي يجب أن نهتدي بها عند تحديد الأهداف , وبالتالي فان على معلم العلوم أن يعطيها اهتماما كافيا لهذه المعايير في صورة شمولية ومتوازنة وهي :
1 – أن تتجه الأهداف نحو تحقيق الهدف الأسمى والأعلى من الوجود الإنساني وهو عبادة الله , قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات }
2 - أن تكون الأهداف ملائمة لاستعدادات الطلبة وحاجاتهم , وهذا يعني أن تكون نواتج التعلم وما يرتبط بها من نشاطات تعليمية وخبرات مناسبة لمستويات نمو المتعلمين ونضجهم وخبراتهم الحاضرة . كما ينبغي أن تكون الأهداف منسجمة مع أهداف المرحلة التعليمية وطبيعة الطلبة الذين يدرسون فيها .
3 – أن تبنى الأهداف على أسس نفسية تربوية سليمة وعلى أساسيات علم النفس وطبيعة عملية التعلم ؛ وهذا يعني أن تكون الأهداف متمشية مع نظريات التعلم الحديثة التي تُجمع عليها غالبية العلماء , والابتعاد عن المبادئ التي ليس لها ما يؤيدها في الدراسات والبحوث التربوية – النفسية .
4- أن تستند الأهداف إلى فلسفة تربوية اجتماعية سليمة وهذا يعني أن تنسجم الأهداف مع حاجات المجتمع ومشكلاته (وفلسفته ) , وان تتمشى مع ثقافة المجتمع وظروفه وآماله .
5- أن تكون الأهداف واقعية وممكنة التحقيق , بمعنى أن تكون (الأهداف ) ممكنة التحقيق في ظروف المدرسة وإمكاناتها . وعليه يجب أن لا نتغاضى عن الواقع التي توجد فيه المدارس وإمكاناتها إذا ما أردنا تحقيق الأهداف التي نحددها (أو نتوقعها ) بصورة فعلية .
6 – أن تكون الأهداف شاملة لجوانب الخبرة جميعها والتي تشمل : المعرفة العلمية بأشكالها المختلفة , والتفكير العلمي , والمهارات العلمية , والاتجاهات والميول العلمية ....الخ .
7- أن يشترك في تحديد الأهداف في تدريس العلوم , في حدود الممكن ,كل من له علاقة في التربية العلمية وتدريس العلوم من : معلمين أو مشرفين أو أعضاء مناهج ....وذلك تحقيقاً لمبدأ المشاركة والمناقشة مما قد ييسر للجميع فهمها والاقتناع بها .
8- أن تكون للأهداف قيمة وظيفية بالنسبة للطلبة ,بمعنى أن تكون نواتج التعلم المرغوب فيها والتي يتضمنها الهدف , أن يكون لها قيمة وظيفية بالنسبة للطلبة ؛ولتحقيق ذلك ينبغي أن تكون خبرات التعلم ونشاطاته التعليمية المحققة للهدف (أو الأهداف ) ذات معنى وظيفي (حياتي ) يرتبط باهتمام الطلبة وحاجاتهم اليومية وما يريدون معرفته .
9- أن تكون هذه الأهداف مرنه ؛ويقصد هنا أن تكون أهداف مناهج العلوم مرنه إلى حد يتيح للمعلم تحقيقها وفقاً للظروف المختلفة لبيئات المجتمع وفقا للإمكانات المختلفة للمدارس ,كما تتيح له كمعلم تحقيق هذه الأهداف وما يتفق والقدرات المختلفة للطلاب ويراعي ما بينهم من فروق فردية . ويمكن ببساطة القول أن هذه الأهداف يجب أن تكون مرنه ليمكن تحقيقها في ظل المتغيرات المختلفة والطارئة للموقف التعليمي بالمدرسة . 
10 - يفضل أن تكون الأهداف مصوغة في صورة أهداف سلوكية قابلة للملاحظة والقياس . وهذا يعني ضرورة تعريف الأهداف وتحديدها إلى أفضل مدى مستطاع وذلك بترجمتها إلى سلوك يقوم به المتعلم (الطالب ) بحيث يكون قابلا للملاحظة أو القياس ,كي تتوافر لنا مؤشرات ودلالات عن مدى تحقيقنا لهذه الأهداف .
الأهداف السلوكية :
التربية ,كما ذكر ,عملية مخططة ومقصوده ,تهدف إلى إحداث تغييرات ايجابية (اجتماعيا )مرغوب فيها في سلوك الطالب أو فكره أو وجدانه .ولما كان التعرف إلى النتائج أو الفوائد المنتظرة للتعلم وتحديدها تحديدا دقيقا واضحا من أهم جوانب التعلم الصفي , لذا فان صياغة الأهداف في عبارات واضحة محددة ,بحيث تركز على النتاج التعليمي الذي ينتظر من الطالب أن يحققه ,تعتبر خطوة ضرورية في اختيار الخبرات والنشاطات التعليمية المناسبة ؛وكذالك في تحديد طرق وأساليب التدريس والتقويم وغيرها من مكونات المنهج الدراسي ,وبالتالي ضرورية في إنجاح العملية التعليمية – التعلمية و إلا أصبحت عملية التعليم والتعلم عملية عشوائية غير هادفة .
   هذا ويعرف الهدف السلوكي (الأدائي ) بأنه " جملة أو عبارة (صيغة )تصف التغيير المطلوب إحداثه في سلوك الطالب نتيجة للخبرة التعليمية , ويمكن ملاحظته (أو )وقياسه . ويفيد هذا التعريف في أن الهدف السلوكي يعبر :
أ – يعبر عن سلوك المتعلم بحيث يمكن ملاحظته(أو )وقياسه.
ب – يشير إلى ما يستطيع الطالب (المتعلم ) أن يؤديه من عمل (أداء ) نتيجة لتعلمه .
ج – يشير إلى نتائج التعلم وليس إلى عملية التعلم . 
ما أهمية الأهداف السلوكية ؟
تتضح أهمية الأهداف السلوكية , كما يذكرها الأدب التربوي في تدريس العلوم ,في ضوء الملاحظات والاعتبارات العلمية التالية :
1 -  تجعل معلم العلوم أكثر دقه واهتماما بالتربية العلمية وتدريس العلوم .
2- تبين بالضبط ,ماذا نتوقع من الطالب (المتعلم ) عمله أو فعله .
3- تكون عملية التخطيط في تدريس العلوم واضحة وسهلة لأنه يفترض في المعلم أن يعرف السلوك (الأداء ) الواجب على الطلبة بيانه أو تحقيقه بعد الانتهاء من التعلم .
4- يحدد المعلم /معلم العلوم الخبرات التعليمية والأساليب والوسائل التعليمية اللازمة لتدريس المعرفة العلمية بأشكالها المختلفة . 
5- تشير (الأهداف السلوكية ) إلى صفات يمكن ملاحظتها أو قياسها على سلوك الطالب بعد إنهائه عملية التعلم ؛وعملية القياس متوقفة على مدى وضوح الأهداف التي تمت صياغتها .
6- تؤكد (الأهداف السلوكية ) على نتيجة التعلم لا على عملية التعلم ولو أنهما طرفان في عملية واحدة في العملية التعليمية – التعلمية .
7- الأهداف السلوكية مهمة للطالب المتعلم من حيث :
أ – تشعره بالاهتمام بالموضوع العلمي .
ب – يستطيع من خلالها معرفة تقدمه في المادة (الدراسية ) .
ج – ينظم جهوده وينسقها في صورة نشاطات مناسبة تحدد مدى نجاحه وتقدمه باستقلالية واعتمادا على النفس .
8- تساعد (الأهداف السلوكية ) في عملية التقويم بوجه عام التي تتضمن :
أ – تقييم تقدم الطالب
ب- تقييم فاعلية التدريس (أو معلم العلوم )
ج- طريقة وأسلوب التدريس وفاعليتها في تحقيق الأهداف المنشودة
د – بناء المناهج أو تقييمها بحيث تصبح ميسرة لحد ما ودقيقة في ضوء الأهداف السلوكية , وبالتالي يمكن معرفة مدى نجاح هذه المناهج أو نواقصها (مثالبها ) ومن ثم محاولة سد الثغرة أو الثغرات التي تظهر فيها لأغراض التطوير والتحسين .
ما هي محددات أو قصور الأهداف السلوكية ؟
على الرغم من أهمية الأهداف السلوكية ومبرراتها المذكورة آنفا , إلا أن ذلك لا يمنع من وجود أدبيات ودراسات أخرى تبين محددات (قصور ) الأهداف السلوكية التي قد تتمثل فيما يلي :
1 – صعوبة جعل نواتج التعلم جميعها بشكل (سلوك ) قابل للملاحظة والقياس وبخاصة في المجالين : الوجداني والنفسحركي .
2- قد تحد من الأصالة والإبداع العلمي عند معلم العلوم والطالب سواء بسواء وبخاصة انه يخشى أن يهتم معلم العلوم بالشكليات (كتابة الأهداف ) أكثر من المضمون (المحتوى )أو تحقيق الأهداف المنشودة.
3- تجعل (الأهداف السلوكية ) من العملية التعليمية – التعلمية عملية (ميكانيكية ) جامدة هدفها تحقيق تلك الأهداف المرسومة دون غيرها ,وبخاصة أن المعلم (معلم العلوم ) يهتم أو يركز على الأهداف المكتوبة دون غيرها .
4 – تفقد معلم العلوم (المرونة ) في عملية التدريس وبخاصة إذا ما طرح الطلبة موضوعاً علمياً له قيمة بشكل غير سلوكي مما قد يضطر المعلم من التقيد بالخطة الموضوعة .
5- يصرف المعلم (معلم العلوم ) وقتا (وجهداً ) كبيرين في صياغة الأهداف السلوكية وكتابتها على حساب أمور تعليمية – تعلمية  أخرى يمكن أن تحقق أغراضا تعليمية (تربوية )أهم .
ومهما يكن الأمر من اختلاف (بعض) التربويين في الأهداف السلوكية بين مؤيد ومعارض إلا انه , وكما يبدو من منشورات الأدب التربوي – العلمي , أن صياغة الأهداف التدريسية بطريقة (سلوكية ) وبخاصة في تنفيذ الدروس العلمية اليومية ,أصبح أمراً مقبولاً عند التربويين المهتمين بالتربية العلمية وتدريس العلوم وخاصة إذا ما صيغت الأهداف التدريسية (سلوكياً ) بالطريقة التي يمكن بها ملاحظة سلوك الطالب المتعلم بعد التعلم وقياسه .
 كيف تصاغ  الأهداف السلوكية ؟
لبيان كيفية صياغة الأهداف السلوكية , اعتبر الأهداف السلوكية التالية .
1 – أن يعرف الطالب الكثافة كما وردت في الكتاب المقرر .
2 – أن يعدد الطالب خمس صفات للحشرات في ثلاث دقائق .
3- أن يكشف الطالب عن النشا في البطاطا في مدة لا تزيد عن سبع دقائق .
4 - أن يقارن الطالب بين الانقسام غير المباشر والاختزالي دون خطأ .
5- أن يشرح الطالب بلغته الخاصة نص قانون بويل .
6 – أن يستنتج الطالب أن كل مادة تشغل حيزا باستخدام المخبار المدرج .
7- أن يفسر الطالب بلغته الخاصة أن كثافة الماء النقي =1غم/سم3.
8 – أن يذكر الطالب أجزاء الجهاز الهضمي في الإنسان بالترتيب .
 تأملي الأهداف السلوكية (الأدائية / الإجرائية ) السابقة الذكر ما العناصر التي تتضمنها ؟
إذا نظرنا إلى الأهداف السلوكية السابقة الذكر وتمعنا فيها نجد أنها تتضمن ثلاثة عناصر أساسية هي :
1 – الفعل : ويشير إلى (العمل ) الذي يوجه الطلبة إلى (الأداء ) المحدد المطلوب . هذا ويعتبر أصعب جزء في عملية كتابة الأهداف السلوكية وصياغتها هو اختيار (الفعل ) أو (الأفعال المتعدية ) التي تصف العمل الذي سيقوم به الطالب بعد انتهائه من عملية التعلم , وبخاصة انه يشترط في هذه الأفعال (الأدائية – المتعدية ) أن تعبر بوضوح عما نرغب من المتعلم أن يكون قادراً على أدائه من محتوى الموضوع أو الوحدة الدراسية .
  وأفعال الأداء هي أفعال واضحة الصياغة ومحددة الإجراء مثل  : يذكر ,يفسر ,يقيس, يطبق ,يعدد ,يقارن ,يرسم ,يميز ,يحلل ......الخ ) وهي أفعال عمل  Action verbs أو أفعال متعدية . أما الأفعال غير الأدائية فهي تلك الأفعال الغامضة غير محددة الإجراء والتي يختلف في تفسيرها المعلمون ولا يمكن ملاحظتها أو قياسها ومن أمثلتها : يعرف ,يتأمل ,يدرك ,يفهم ,يستوعب .
2 – المحتوى المرجعي (مصطلح من المادة العلمية ) : ويشير إلى محتوى الموضوع (الدرس /الوحدة ) المراد معالجته من خلال المواقف والنشاطات التعليمية – التعلمية .  
3- مستوى معين من  (الكفاءة/ الأداء / المعيار ) أو ( الحد الأدنى من الأداء )  : ويعتبر هذا العنصر جزءا اختياريا في كتابة الأهداف السلوكية أو صياغتها في تدريس العلوم . وقد يجيء في آخر العبارة الهدفية (الأدائية ) أو قبل المحتوى المرجعي . ويشير هذا العنصر بوجه عام إلى درجة معينة (مستوى أداء معين ) من متطلبات التعلم المرغوب كان يذكر في صياغة الهدف السلوكي : مستوى الأداء المطلوب (المقبول ) وهو مثلا : بدقة ,بدون خطا ,المدة الزمنية ,بنسبة 80 % ....الخ .
 كما أن  الحد الأدنى من  الأداء يمكن أن يكون أدائيا أو زمنيا . فمثلا : أن يشرح الطالب الضفدعة بحيث يظهر منها الأوردة والشرايين ,هذا الحد أدائي , أما : أن يشرح الطالب الضفدعة في مدة لا تزيد عن خمس دقائق فهذا الحد زمني . ويمكن الجمع بين الحد الأدائي والزمني كان نقول : أن يشرح الطالب الضفدعة بحيث يظهر منها الأوردة والشرايين في مدة لا تزيد عن خمس دقائق .
ولكي يسهل تطبيق الهدف السلوكي وضع له معادلة هي :
أن +فعل سلوكي (أدائي) +الطالب (التلميذ) +مصطلح من المادة العلمية + معيار الأداء المقبول (الحد الأدنى من الأداء  ) .
واعتمادا على ما سبق , ولضمان تحقيق الأهداف التدريسية في تدريس العلوم , ينبغي على معلم العلوم توضيح الأهداف السلوكية للطلبة بحيث يكون الطالب :
·       قادرا ًعلى وصف نوع السلوك (الأداء ) المتوقع منه كنتيجة للدرس .
·       عارفا المحتوى المرجعي الذي يمكن أن يظهر تعلمه في حدوده .
·       عارفا مستوى الأداء المطلوب (أو المقبول ) منه .
ما الطرق التي يمكن لمعلم العلوم أن يستخدمها لتوضيح الأهداف السلوكية للطلبة ؟
أ – عرض أهداف الدرس (أو الوحدة ) على الطلبة , أي إخبار الطلبة بما هو متوقع (النتائج – التعلمية – المتوقعة – المعيار ) ؛ويمكن أن يتم ذلك إما شفويا أو كتابيا في بداية الدرس أو أثنائه أو في نهايته .
ب – استخدام أمثلة من (الأداء ) المتوقع ,كما في كيفية استخدام جهاز ما أو إجراء تجربة ,أو حمل المجهر أو توظيفه ....الخ .
ج- الوضوح في العرض , إذا كانت النشاطات التعليمية للدرس (أو الوحدة ) منظمة ومخطط لها جيدا بمحور واحد – هدف الدرس ,فان ذلك يساعد الطالبة على إدراك الهدف من الدرس أو الأهداف من الوحدة وعكس ذلك يؤدي إلى تشويش الطلبة واضطراب أدائهم .